قال الأستاذ الجامعي والمتخصص في علوم التربية، عبد الجليل أميم، إن دور الملحقين التربويين والاجتماعيين التي أعلنت وزارة التربية والتعليم عن مباريات لتوظيفهم “بمثابة حصن معنوي للتلاميذ من أمراض المجتمع”. مشيرا إلى ضرورة “اختيار أفضل الكفاءات لأصعب المؤسسات الموجودة في أصعب الأحياء”. وانتقد الأستاذ الجامعي بجامعة القاضي عياض، تسميتهم بـ”الملحقين”، لأن فيه “حمولة يمكن أن تجاوزها باستعمال مرادف أفضل ومتخصص؛ وهو البيداغوجيين الاجتماعيين والبيداغوجيين التربويين”، وفق تعبيره. وأوضح أميم في لقاء مصور مع جريدة “العمق” أنه من الضروري أن نلصق صفة البيداغوجي بهذ الوظائف، لأن التصور الذي يقبع خلف هذه التسمية ينبني على كفايات هؤلاء الذين سيتم تكوينهم في المراكز التربية والتكوين”. واستحسن المتحدث فكرة خلق هذه المناصب، لأنها ستساعد الأساتذة على العملية التعليمية، كما حبذ أن يتم إضافة بيداغوجيين نفسيين، لأن هذا الثلاثي (الاجتماعيين التربويين النفسيين) “سيشكل داخل المؤسسة قوة بيداغوجية ستعالج القضايا العميقة التي طالما أغفلها وركزنا على الجوانب المعرفية فقط”، حسب تعبيره. ونبه الدكتور عبد الجليل أميم إلى أن عملية إكساب المعرفة تحتاج إلى “مصاحبة التلاميذ وملامسة كل أبعادهم الشخصية؛ المعرفية والوجدانية والاجتماعية والسلوكية”.
كما دعا المتحدث إلى إعادة صياغة المرسوم المتعلق بوظائف الملحقين، بحيث يجب أن يقوموا بأدوارهم في مكاتب مستقلة ويتعاونون مع الأساتذة وليس تحت إشرافهم لأنه هذا فيه خلط للمهام وليس فيه أي معنى”. وأشار الدكتور المذكور إلى أن وظيفة الملحقين التربويين هي “وظيفة ما يحققه سور المؤسسات التربوية ماديا؛ لأن المفروض فيه هو فصل المؤسسة عن المجتمع فصلا ماديا، نحافظ من خلاله على المؤسسة وعلى ممتلكاتها”. وهذا هو دور الملحقين وفق أميم، لأنهم “سيقومون بهذا الدور معنويا، للحفاظ على المؤسسة من أمراض المجتمع المختلفة، فالمحلق التربوي أو الاجتماعي حارس معنوي علمي متخصص في حماية داخل المؤسسة من مشاكل المجتمع ومعالجتها”. وشدد على أن “الرهان اليوم على التكوين الذي سيتلقاه الملحقين للقيام بدور بيداغوجي علمي احترافي، وبالتالي فهم يحتاجون إلى تكوين محترف، وأن الجهة التي يمكن أن تقوم به هي المدارس العليا للتربية والتكوين، لأن هذا التكوين يزاوج بين ما هو نظري وما هو تطبيقي”. كما أنه “يجب اختيار أفضل الكفاءات لأصعب المؤسسات الموجودة في أصعب الأحياء. لأنه إذا لم نركز على هذه الجوانب ستبقى دائما عندنا مؤسسات قريبة من البؤر السوداء”. :